الخطبة النهائية: (ياترى النهاية متوقعة والا!!)


الجزء الاول :الاستعداد للِملكه والزواج !!!!!

(من الامثال المفضلة للوالد والوالدة : بأدبك واخلاقك زوجتك حتعيش معك طول حياتك)

خحخح

بدات اجراءت الِملكة (وهي بكسر الميم) والِملكه المقصود بها عقد الزواج وتأتي بعد مرحله الخطوبة مباشرة وقبل حفل الزفاف وفي بلدنا لا تكون هناك فتره خطوبه فتكون فتره الِملكة هي فترة الخطوبة وقد تختلف العادات والتقاليد في نفس البلد من منطقه لمنطقه.
كانت “الوالدة” في ذلك الوقت تبحث عن عربية الِملكة لتهديها الى العروسة في حفلة الِملكة وعادة مايضع في عربية الِملكة علبة بها المهر وهي هدية من العريس لعروسه لتجهز بها نفسها ويتراوح المهر بين 25000 ريال إلى 40000 ريال وبداخل العربية ايضا عطور وبخور وأحيانا تحتوي على أدوات تجميل, وهيل ولبان وبخور وحلاوه نعناع وسكر نبات .
(على فكرة صارت موضات كثيرة لتقديم المهر ومنها أن تضع كل المهر في باقة ورد وكل وردة ملفوف فيها مبلغ معين…..تعرفوا مين حينبسط بهذه الموضة ؟؟!!..أكيد ” ابوهدى ابو خسة” لانه سيضع المهر كله بحزمة “خس” )

ؤؤؤ

بعد ان انتهت ” الوالدة ” من التجهيزات …..اخذ ” الوالد” موعدا مع اب العروسة لكتابة عقد الزواج فتم التوجه الى منزل أهل “العروس” في موكب كبير بعد صلاة العشاء يضم المأذون و واهلي والمدعوين من الأقارب و الأصدقاء .وعندما وصل الموكب استقبلني والد العروسة بعيداً عن باب المنزل مبالغة في الترحيب بي وباهلي وجلسنا انا وابي وابو العروسة والمأذون الشرعي في صدر المجلس ، ومن حولهما الأقارب والأصدقاء وتمت قراءة الفاتحة والملكة .
اخيرا تمت الِملكة يعني اصبحت زوجتي على سنة الله ورسوله …الحمد لله اخيرا انتهت مشاكل الخطوبة ….ياله من انجاز….
خرجنا انا وعروستي للذهاب الى مطعم وكالعادة خرج معنا اخاها الصغير للمراقبة وهذا من شروط الاب والام والذين طلبوا عدم الاختلاء لوحدنا حتى يتم الزواج ومع انها زوجتي على سنة الله ورسوله ولكن التقاليد تقول لك بانها زوجتك عندما ينتهي الفرح ..
اقترب موعد الفرح وانا ارى”الوالدة” في حالة من الترقب والقلق فهي تتابع الخياطة التي تخيط فستانها وتؤكد الحجز على الكوافيرة ومسؤلة المكياج…. طبعا غير كتابة الدعوات التي وزعتها على الاهل والاصدقاء المقربين منها وكل مرة اسمعها تقول: ياريت امي معي….
( قررت قبل الفرح بان ابحث عن جدتي التي انقطعت اخبارها نهائيا عندما تزوجت من ابن عمها ورحلت ..وادخل السعادة الى قلب امي)
اما “الوالد” فكان يحسب ميزانية الفرح وخصوصا ان الفرح سيكون شراكة بينه وبين اهل العروس… . طبعا غير المهر الذي اصر ان يكون هدية منه لي ..
(الله يخليك لنا ماقصرت)
اتصلت “العروسة” لاخذ راي الوالدة في اللبس الذي ستلبسه في ليلة “الحنة” وهي الليلة التي تسبق الملكة ..وفي هذه الليلة تقوم العروس بأرتداء زي مميز من أزياء تراث المنطقة نفسها قد يكون .. بدوي “محاريد” وقد يكون مديني ” زبون ” وفتيات اليوم يرتدين الزي التقليدي الهندي أو المغربي وتقوم العروس بتحنية ايديها وارجلها وتغطي وجهها بالبرقع المزين بحبات اللؤلؤ أو جنيهات الفضة حتى لا يرى أحدهم وجهها إلا يوم الفرح ( عشان تطلع لها طلعه ) واقترحت عليها الوالدة ان تلبس ” الزبون ”

ؤؤؤؤؤ

ويرتبط بليلة الحناء حمام العروسين ، حيث يتم استحمام العروس عادة في بيت أهلها قبل ليلة الزفاف بيوم واحد ، بمعنى أنه إذا كانت ليلة الزفاف في مساء الخميس يتم استحمام العروس في ضحى يوم الأربعاء ، استعداداً لليلة ” الدخلة” …. وبعد الانتهاء من الاستحمام ترتدي العروس ملابس جديدة ، ويوضع لها بخور من أعواد ” الماوردي ” لتعطير جسدها .
أما العريس الذي هو انا فيأخذ حمامه في بيت أهله قبل ليلة الزفاف ، ثم يذهب إلى أحد صالونات الحلاقة لحلاقة الشعر وتزين الشارب و اللحية ولعمل تنظيف بشرة والذي منه عند الحلاق الذي يستغل هذا الوضع فيعمل لك اقنعة بالعسل والخوخ والفراولةوجميع انواع الفواكه وياخذ المبلغ وقدره من اجل تجهيز العريس.
ؤؤؤؤ

الجزء الثاني :أحبك ايها الانترنت !!!!!

لم يبقى على الزواج الااسابيع قليلة والكل في حالة من التوتر وبدات بالبحث عن “جدتي فتو” عن طريق الانترنت ووجدت احدى العوائل القريبة لها فتمت المراسلة واعطوني عنوان ” جدتي” التي كانت تعيش في ” الطائف”….
(الانترنت ياجماعة قرب المسافات وجعل البعيد قريبا وياريت من زمان فكرت بهذا الحل)
المهم… طلبت من “الوالدة” الاستعداد للذهاب معي الى ” الطائف” واخبرتها بان لدي دورة هناك لمدة يومين واريدها ان ترتاح قليلا من ضغوطات ومستلزمات الفرح….
عند وصولنا الى الفندق ارتحنا قليلا ثم طلبت منها ان تذهب معي في مشوار لصديقي..
( طبعا الصديق هو “جدتي” ولكن احببت ان افاجئها )
“الوالدة”: ياولدي خليني في الفندق واذهب انت ؟؟
– ياامي اوعدك عشرة دقائق ونمشي ..بصراحة ماابغاكي تجلسي لوحدك في الفندق..
“الوالدة”: الله يرضى عليك… ..تعرف يا” عبود” اول ماجيت على الدنيا حلمت باني امسك الرمل بيدي ويتحول الى ذهب ..وقالوا لي بان تفسير هذا الحلم بان ولدك سيكون رضي فيكي لدرجة بانه سيحول كل احلامك الى حقيقية…

وصلنا بيت “جدتي” وكان قلبي يدق بعنف وتذكرت جميع الافلام الهندية التي رايتها… طبعا العصابة تخطف الطفل وهو في اللفة ثم يعود الى اهله ويلبس قميص احمر وسلسال عليه صورة بقرة صغيرة …والمطر ينزل …والازهار تتفتح ..ياسلام ولاشيء مطبق هنا فالشمس حارة جدا والبيت في موقع يحيط به الرمال من كل جانب ..ماعلينا خلينا نشوف ايش حتكون نتيجة المقابلة بين “الوالدة” و”جدتي”…
جلست “الوالدة” في السيارة وفتحت لها المكيف على اعلى درجة… فقد كان هذا اليوم من الايام الحارة جدا حتى اني فكرت بان اسلق بيضة على سطح السيارة وافطر عليها…..دقيت الباب وخرج طفل صغير فسالته عن جدتي ” فتو” فاخبرني : من انت ؟؟وماذا تريد؟؟؟
اخبرته بانني من العائلة واريد مقابلة ” فتو” بامر هام ..
عاد الطفل ومعه جدتي” فتو” وكانت تشبه ” الوالدة ” جدا ولكن عيونها اجمل بكثير ولمحة من الحزن تخيم عليها …وبصراحة لم استطع ان اصبر اكثر من هذا فحضنتها وقبلتها وانا غير مصدق بان لي ” جدة” على قيد الحياة … فكم سمعت عن حنان ” الجدات” وعطفهن حتى ان بعضهن يفضلن احفادهن على اولادهم …. وبعد دقائق من الحضن وجدت ضربا بالعصى من ” جدتي” في كل موضع من جسمي وحاولت ان اتفاده ولكن الاصابات كانت قوية مما دعاني للهروب الى الخارج ..وكانت ” جدتي” تصرخ وتقول ..والله ماتستحي امراة بعمر “جدتك” تحضنها وتقبلها ياقليل الادب ..
رات ” الوالدة ” ماحصل ونزلت بسرعة من السيارة ..وتوجهت الينا وعندما وقعت عيناها على “جدتي” ..كانت في حالة من الذهول ولم تستطع ان تنطق بكلمة واحدة ..وكانت ” جدتي” مستمرة بموشح من الكلمات الجميلة ..وعندما نظرت الى” امي” توقفت قليلا وقالت : ومين التي معاك ..شكلها رئيسة العصابة ؟!! وطلبت من الطفل الصغير الاتصال على الشرطة…
..اخيرا نطقت ” الوالدة” وقالت: امي
نظرت ” جدتي” اليها مرة اخرى …واغمي عليها ..سارعنا جميعا لايقاظها وعندما افاقت تم تبادل القبل والاحضان ( يمكن حوالي الف قبلة وحضن )
“جدتي فتو” أخ يا” سارية وحشتيني انتي واختك ” صفية” وكنت ادعو الله ان اشوفكم قبل مااموت وحقق الله لي هذه الامنية ….
وقد حرمني ” زوجي” من رؤيتكم ونقلنا الى ” الطائف” وحلف علي بالطلاق لو تم اي اتصال بيني وبينكم….الله يسامحه توفي قبل سنة …
نسيت اقول لك بان لديكي اخوان ..ثم اشارت الى الطفل الصغير وهذا حفيدي ” عادل” ….
تعرفت ” الوالدة ” على اخوانها وعزمتهم على زواجي وطلبت من ” جدتي” ان تاتي وتعيش معها فرفضت واخبرتها بان اعتادت على العيش هنا… وبانها ستحضر زواجي…
رجعت ” الوالدة” والسعادة تغمرها فقد اصبحت عائلتها كبيرة بعد ان كان لديها اختها ” صفية ” فقط .

الجزء الثالث : يافرحة ماتمت

بببب

..نادتني “الوالدة” وبيدها ظرف منتفخ وقالت لي: هذه هدية مني وهو مبلغ بسيط لكي يساعدك في شهر العسل ..قبلت يدها وانا سعيد بهذه الهدية التي ستفك لي ازمة فبعد ايجار شقة الزوجية والعفش والذي منه اصبحت الحالة المادية في الحضيض .
ثم نظر لي “الوالد” واخرج من جيبه ظرفا اخر وقال هذا هديتي لك “شيك” لشراء ارض لكي تبني عليها بيت احلامك ولو كان معي مبلغا اخر لاشتريت لك بيتك على حسابي…قبلت يده وانا أقول: والله ماابغى منكم الا رضاكم عني ..الله يخليكم لي واحسست بان الله يحبني جدا لانه اعطاني اعظم والدين في العالم …
ذهب “الوالد” لكي يؤكد على اصدقائه بحضور الزواح ويذكرهم بموعده فهو واصحابه كانهم اخوة… لان الوالد لم يكن له اخوة ذكور فكل اخواته بنات فكان يحب اصدقائه جدا ويعتمد عليهم في اي شيء.

بعد ساعات اتصلت بي “الوالدة” وهي منزعجة من تاخر ابي وقالت : شوف ابوك وعدني اننا نروح على الفندق مع بعضنا البعض لكي نعطي العربون الاولي لقاعة الاحتفالات ولم ياتي الى الان ..اكيد مع اصحابه رغي وكلام في قصص مالها داعي ..والمصيبة الكبرى ان جواله مقفل..
…مررت على اصدقاء الوالد وعادة ما يجتمعون في شركة احد الاصدقاء بعد العصر ويتبادلون الكلام والذكريات واحاديث الساعة ورايت حادثا مخيفا امامي …سيارة محطمة والسيارة الاخرى داخلة في عامود والدماء في كل مكان مررت امام الحادث ورايت الجماهير المتجمعة حول الحادث والمناقشات والتحاليل عن كيفية الحادث… والقهر انهم تاركين سيارتهم في وسط الشارع ومأخرين الناس عن الحركة ..بعد نصف ساعة من الزحمة الخانقة مررت بجنب السيارات وتمنيت من الله ان يكون اصحاب السيارات في حالة سليمة وان يصبر اهلهم على هذا الحادث الاليم ..ولمحت لوحة السيارة التي دخلت في العامود وعليها ارقام سيارة “الوالد” ونظرت الى السيارة مرة اخرى ..ياربي ارحمني برحمتك هذه سيارة “الوالد” ولكنها محطمة كليا ……وكالمجنون ذهبت الى البوليس الذي ينظم السير وسئلت اين ذهب صاحب السيارة التي دخلت في العامود وهل هو حي ؟؟؟
– ذهب الى مستشفى ” المادة” والله اعلم هل هو حي ام ميت؟؟!!!
لاول مرة في حياتي اقود بهذا التهور…. والمفروض ان اهل المصاب يوصلهم البوليس او سواق البيت أو اي شخص اخر لان عقلهم يكون في حالة من الذهول ومخهم غير مركز ابدا …
وصلت المستشفى وانا اقرا جميع ايات القران وادعو الله ان يكون سليما … دخلت قاعة المستشفى وسالت الطبيب المناوب عن مكان “الوالد” ففتش بقائمة المرضى واخبرني بانه في العناية المركزة ويجب اجراء عملية عاجلة وخطيرة له حالا …. ويجب دفع مبلغ 50 الف ريال مقدما والا سيتم نقله الى مستشفى حكومي وان المستشفى غير مسئولة عن مصاريف غرفة العناية المركزة ويجب دفعها ايضا …صرخت به وانا اقول: اتقي الله هذا وقته …ياأخي انت طبيب والا جزار …اجتمع حولنا المرضى والناس وكدت امسكه من اطراف الجاكيت الذي يلبسه وانهال عليه ضربا .. ولكني تذكرت الوالد وجريت الى غرفة العناية المركزة ومنعني الاطباء من الدخول ..كنت في حالة من الضياع فاتصلت على اخواني واخبرتهم بالذي حصل وطلبت منهم عدم اخبار “الوالدة” حتى نتمكن من معرفة النتائج …..
لقد أصبحت ضائعا ….ضائع قارب الواحد وثلاثين سنة …. فقد الحنان الذي كان مغموراً به .. فقد الشفقة .. الابتسامة .. العطف .. الرّعاية ..بعد ساعة دخلت الى غرفة العناية المركزة فوجدته والاطباء حوله……انكببت أقبل قدميه الظاهرتين من تحت الغطاء الابيض .. علا صوتي .. سالت دموعي .. اتى الاطباء وأبعدوني عنه ..
– لا تبعدوني عن أبي .. وناديته بكل حرقة : أبي …!! ولكنه لم يجب ..!!ناديت بذهول مرة أخرى : أبي ..!! وبقي أبي صامتاً ..
فهتفت : من سيدعو لي في الليل ؟ من سيرضى عني ؟
تلمست جسده ، قبلت كفه الطرية ، حضنتها .. ضممتها ..
حضر اخواني وجلسنا مع الاطباء الذين اخبروني بان الوالد يحتاج الى نقل دم وعملية ….و يجب ان تجرى له الان لان حالته خطيرة جدا واكدوا مرة اخرى بانهم لن يجروا العملية حتى يتم دفع مبلغ 50 الف ريال مقدما …كان الشيك الذي اهداني اياه الوالد مايزال في جيبي فذهبت فورا وسحبت المبلغ وسلمته الى المستشفى ..تبرعنا جميعا بالدم ..وبدانا ندعو الله ان تنتهي هذه العملية على خير ..وتم شرح الحادث لي من قبل الشرطة التي اخبرتنا بان سبب الحادث هو شاب صغير السن لم يتجاوز الخامسة عشر وكان مسرعا جدا وبدا يفحط في الشارع وعند خروج الوالد لم يتمكن هذا الشاب من السيطرة على سيارته فصدم ابي من الخلف وجعله يدخل في العامود ثم انقلبت سيارة الشاب ..
اما حالة هذا الشاب الطائش فهو كسر في اليد فقط وتم تجبيرها… والان هو في الحجز في انتظار حضوري لكي اخرجه او ابقيه…. اصررت على بقائه في الحجز حتى يتادب …وذهبت الى “الوالدة” ودخلت عليها وكان وجههي متعبا ومرهقا جدا…نظرت الي “الوالدة” وقالت : شوف انا عارفة ان هناك امر ما …..”ابوك” مايرد له فترة وانت نفس الشيء واخوانك …..لاتقول لي بان ابوك تزوج علي ….قلي…….ترى امك اقوى مما تتخيله واستطيع ان اصبر … قول الان …
نظرت اليها وقلت لها : حادث بسيط للوالد وهو في المستشفى ويمكن يجروا له عملية بسيطة…

“الوالدة”
: دقيقة ..وذهبت الى غرفتها واحضرت شنطة صغيرة …وقالت : يالله على المستشفى الان .
– طيب ليش الشنطة
“الوالدة”
: انا نايمة عنده
ذهبنا الى المستشفى ودخلت “الوالدة” الى قاعة الانتظار ورات اخواني وعرفت ان الموضوع اخطر مما تتصور …وعندما عرفت بانه بين الحياة والموت ..انهارت تماما وبدات بالبكاء وتذكرت حادث اخي الكبير ” سامي” .. … وسهرت طوال الليل وهي تقرا القران وتدعو له..وطلبنا منها ان تذهب الى البيت لكي ترتاح قليلا ورفضت رفضا تاما ..وجلست تسترجع ذكرياتها معه ..لقد احبته حبا ملك قلبها ولم تعبر عن ذلك الحب ابدا له ..لظنها بان التعبير عن الحب هو عيب ويقلل من شانها كامراة…ولكنها الان تتمنى ان تتكلم معه وتقول نعم أحببتك…جعلتني كأني ملكة وليس أي ملكة… انت سيدي وروحي وعمري وحبي ..اخذتني صغيرة في السن وتربيت على يديك ..علمتني كيف احب اطفالي واعطف واقسو عليهم عندما يحتاج الامر …..علمتني كيف اعيش بالمقسوم ..انت الغرسة الجميلة في حديقة العمر،،، ولو خيروني بين الموت وبينك يا حبيبي… فأني اختار الموت…لأن كفني سوف يكون بدلا عنك…
…وبعد دقائق راينا الوالدة وهي ترتجف..وبسرعة استدعينا احد الاطباء الذي اخبرنا بان اعصابها متوترة جدا واعطاها حقنة مهدئة …
في هذه اللحظات اخبرنا الدكتور بان الوالد بدا العملية…جلسنا لمدة 8 ساعات كاملة ونحن في انتظار خروجه …. وعندما خرج الوالد من غرفة العمليات اخبرنا “الدكتور” بان العملية نجحت ولكن لايدري ماهي مضاعفاتها لانها عملية دقيقة في الدماغ ..وان شخصا واحدا فقط مسموح له بالدخول لعدة دقائق فقط ويجب عليه عدم المكوث وعدم الكلام نهائيا وان يلبس الكمامات …..
دخلت “الوالدة” الى العناية المركزة ورات اجهزة كثيرة محيطة بالوالد ونظرت الى وجه “الوالد” واثار الكدمات مليئة في جميع انحاء جسمه ….وخرجت وهي تبكي بكاء يقطع القلوب …
في الليل حضرت عمتي “نوال” وجلست مع الوالدة وهي تصبرها وتهدا من روعها وحضنتها بقوة وقالت لها : سامحيني ..ظلمتك يا “ام سامي” كثيرا…

“الوالدة”
خلاص تعودت على الظلم, وصدقيني باني نسيت كل شيء وفتحت صفحة جديدة …

في اليوم التالي حضرت الشلة جميعها وجلسوا معي يخففوا عني وعندما خرجوا طلب مني العمدة ان نذهب الى غرفة جانبية واخرج مبلغا من المال وقال :شوف يا” عبد الله” هذا مبلغ يساعدك في مصاريف المستشفى وارجوك لاترده ..رفضت رفضا تاما المبلغ واخبرته باني اذا احتجت اي شيء سيكون اول شخص اطلب منه ….غضب “العمدة” ونظر الي وقال : انت تعرف باني لم انجب وبان الله عوضني فيك ..فانت ابني الذي لم انجبه وتخيل عندما ترفض هدية من ابوك ..ماهي ردة فعله ؟؟!!! اخذت المبلغ من العمدة واخبرته بان هذا المبلغ ساحتفظ به حتى يخرج “الوالد” باذن الله من المستشفى ثم ارده له ….
مرت الايام والوالد في حالة غيبوبة وفي العناية المركزة ..كانت الشلة والعمدة يتصلون بي يوميا ليطمئنوا على “الوالد” وكانت “العروسة” تحضر مع اهلها لتطمئن على “الوالد” ..وفي احد الايام جاءت الي وقالت : اسمعني يا” عبد الله” اذا احسست باني كنت نذير شؤم عليكم فيمكنك ان تنهي هذا الزواج ..نظرت اليها وقلت : هل تعلمين بان “التطير ” في الاسلام حرام ..ماذا حصل لك ؟!!!هذه امور كتبها الله ووقعت ولامجال لتغييرها ..ارجوكي لاتقكري بهذه الامور مرة اخرى..

الجزء الرابع :الزوجة الثانية

جلس “الوالد” في المستشفى لمدة شهر كامل في حالة من الغيوبة التامة وكانت “الوالدة” في حالة من الارهاق والتعب لاتوصف فهي نائمة عنده وكل يوم تجلس معه وتكلمه وتخبره بكل مايحدث حوله وتمسك يده وتقبلها وتقول له : كم هي شاقة هذه الليالي ..كم اتمنى ان اضع راسي على صدرك واشكو لك همي ….يامن ملكت قلبي و دنيتي…
..دخلت الممرضة عليها وقالت بان هناك امراة تود ان تقابلها …
خرجت الوالدة ورات امراة شابة جميلة اول مرة تشوفها ..ونظرت اليها “الوالدة” وهي مستغربة …ياترى ايش تبغى ؟؟!!!

جاءت المراة وبعيونها نظرة انكسار وحزن وقالت : اريدك في طلب وارجو من الله ان تقبلي به ..وانا اعرف بان هذا الطلب صعب ولكن سيجعلني انام في الليل وارتاح نفسيا
“الوالدة”
قولي ايش طلبك وان شاء الله اقدر انفذه لك …

“المراة”
انا أم الشاب الذي سوى الحادث ..وانا معترفة بان ولدي قد اخطا وسرق سيارة ابوه وفحط بها… ماذا افعل؟؟؟ انها غلطتي لقد ربيته بدلال زائد وجعلته بهذه العقلية ….ولكن الان له شهر في السجن , ارجوكي ان تخرجيه ..ارجوكي ان تضعي نفسك مكان ام تحطم قلبها بما فعله ولدها ….وبدات بالبكاء

“الوالدة”
لقد قلب حياتنا راسا على عقب ..انظري الي حالتي لقد وصلت الى مرحلة من الانهيار الشديد ..والسبب ولدك الله يسامحه …انا مستعدة للتنازل ولكن هل تضمني لي بان ولدك عندما يخرج من السجن لن يسرق السيارة ويعرض ارواح الناس الاخرين للخطر…
“المراة”
والله اضمن لك باني ساكون اقسى ام تتعامل مع ولدها
“الوالدة”
لا..لا..قصدي عاميله كرجل وليس كطفل مدلل …
“المراة”
والله كل يوم يتابع اخبار زوجك وخايف عليه وانا عارفة بانه تغير وهذا الدرس لن ينساه ابدا…
“الوالدة”
ونحن ايضا لن ننسى ماحصل .. خلاص لاتهتمي بكرة يخرج ولدك باذن الله …ونادت علي وطلبت مني ان اخرج ولدها…
ذهبت “الوالدة” الى “الوالد” وامسكت يده وقالت : شوف يا ابو ” خالد” الحمد لله عدى الموضوع على خير ..تخيل عندما جاءت هذه المراة ..اول شيء جاء بتفكيري انك متزوج علي واحدة ثانية وبالدس و انها جاية علشان تشوفك …طبعا كنت ناوية اقطع الاجهزة عنك ..ولكن الله ستر …..وفجاءة احست بضغطة من يد الوالد ..فنادت على الدكتور وتم فحص الوالد مرة اخرى واكتشفوا بانه بدا يفيق من الغيوبة..كانت تعليقات الوالدة على قطع الاجهزة عنه هي السبب الرئيسي في استيقاظ الوالد (وكما يقولون الضحك خير دواء ) ….
تحسنت صحة الوالد على مدى الشهور القادمة وخرج الينا و الكل يقول له ” لاباس عليك طهور ان شاء الله ..الله لايحرمنا من نورك” ..جلس الوالد يحمد الله على ان هذه المحنة الصعبة قد تجاوزها بفضل الله ثم بفضل ” الوالدة” التي اهتمت به لاخر قطرة…..وقررت “الوالدة” ان تقوم بعزيمة كبيرة له وطبخت بنفسها كل الاكل لانها وعدت بانه اذا خرج سالما ان تطبخه بنفسها .
بعد فترة اصر “الوالد” ان نقيم الزفاف بالرغم من ان اثار الحادث لايزال يعاني منها ولكنه اراد ان ينهي هذا الموضوع باسرع وقت ممكن ..وبدا الاستعداد للزفاف..

الجزء الخامس : الاستعداد للفرح

رلببب

ترتيبات الزفاف متعبة ومكلفة ومع ان الجميع ساهم في هذا الفرح , ولكني احسست بانها مبالغات تتعدى الحد المعقول وجعلتني في دوامة انا ومن معي لانجازها باسرع وقت ممكن وبالميزانية التي املكها وكانت الترتيبات كالتالي:

أولا: تبرعت اختي بتزيين سيارة العرس بوضع شتلات زهور مختلفة وعبارات تعبر عن مشاعر الفرح والتهنئة في مناسبة الزفاف ، فتزيين سيارة العروسين بالنسبة الى اختي لا تقل اهميته عن تزيين العروس بالماكياج والحناء.

ثانيا: جلست مع العروسة و ناقشتني في لون باقة الزهور التي ستحملها عندما تدخل الفرح فيجب ان تكون دقيقة ومتناسبة مع ألوان فستانها ومعبرة عن احساسها ، وهي عادة تعود الى العصور القديمة ، حيث كان من المعتقد ان رائحة الزهور المنبثقة من نفس الباقة يمكن ان تطرد الارواح الشريرة والحظ السيىء والامراض عن العروس وزوجها.

بببب

ثالثا: تبرعت عمتي “نوال” بتصميم الكيكة واختارت كيكة بسبعة ادوار علشان تبهر الحضور بمنظرها الرائع ، واختارت شوك مزينة حتى نقوم انا والعروسة بتناول جزء صغير على طرف الشوكة من الشيف المخصص لتقطيع هذه الكيكة .

بببب

رابعا: تبرعت خالتي “نزيهة” باحضار طقاقة لاحياء الحفل …. ..

ثقفقق

خامسا: اهدتني الشلة مشلح ملكي مطرز باللون الذهبي لارتدائه وقت الزفة

قبقب

سادسا: التصوير والفيديو ..وهذا مهم جدا للعروسة وهي التي اختارت المصورة التي ستكون مصورة محترفة وبمبلغ محترف …

ببب

سابعا: فستان الفرح الذي يكون بمبلغ وقدره ويتلبس لمرة واحدة فقط وبعد ذلك يختفي عن الانظار لاخر العمر.

بببب

ثامنا: الشوكلاتة على الطاولات والبيتي فور والذي منه ويجب ان تكون الشوكلاتة من نوع ” حاتشي” واذا كانت اقل من هذا فالناس سوف تاكل وجهنا ..ماادري هؤلاء الناس اكلين لحوم بشر والا اكلين شوكلاتة.

قبقب

تاسعا: كوشةالفرح وكانت على شكل غابة والكراسي مغطاة بشراشف على شكل الحمار الوحشي …ياربي الصبر….

بببب

طبعا غير الامور الاخرى من علب الهدايا التي ستوزع بعد الفرح ونوعية البوفيه وهل هو بحري ام صيني ام سعودي ام ….الخ
واخيرا تمت كل الامور وانتهى الزفاف..وفي صباح اليوم الذي يعقب ليلة الزفاف ، والذي يعرف باسم الصبحية أو الصباحية اتى اهلي واحضروا معهم الهدايا ويسمونها ” التصبيحة ” … وكانت اغلبها من الحلي الذهبية مثل الأساور و الأقراط و الخواتم وقطع المجوهرات الأخرى .
و قدمت للعروسة طقما كاملاً من عقد وأسورة وخاتم وقرطين … وفي أثناء ذلك قدم أهل العروس الي والى ابي واخواني ” بقشة ” بداخلها بدلة كاملة من الزي السعودي المعروف ” قماش للثوب وشماغ وغترة ومشلح” .
وقدم أقارب العروس من الرجال والنساء لعروستهم بعض الهدايا من الحلي الذهبية أو من القماش أو العطر ، ثم وضعت هذه الهدايا كلها في مكان بارز في المجلس ، ليشاهدها المدعوات من النساء .
وتوتة توتة خلصت الخطوبة…

ارجو ان تكون قد عجبتكم المدونة وان تكون خفيفة على قلوبكم وتابعوني باذن الله في الجزء الثاني من المدونة بعنوان ” ثلاثين سنة زواج وسنة” وتتحدث بالتفصيل عن الحياة الزوجية ومشاكلها ومواقفها الطريفة والحزينة …وحتكون نفس المجموعة معنا باذن الله ( الشلة ,والوالد والوالدة وعمتي “نوال” وخالتي “صفية”…الخ)

23 تعليق

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
    كيف الحال ؟
    بصراحه رواية جميله جداً ، اهنيك عليها
    ولو انها طويله حبتين 😛 الا اني الحمدلله من دقايق خلصتها
    تأثرت كثير في النهايه لدرجة اني بكييت ! و اذا كان صدق الحمدلله ع سلامة الوالد
    بس عندي كم نقطة حبيت اعلق عليها ،
    المصداقيه بالقصص مهمه كثير بالنسبة لي ، في بعض القصص مبالغ بها في الكتاب .. زي فلم هندي =)) بس بصراحه حلوه يعني مايقلل من جمالها لكن كان المفترض من البدايه توضح ان الروايه او الكتاب فيه قصص حقيقه وغير حقيقيه
    و الله يديم المحبه و الالفه و الرحمه بينكم ويوفقكم ان شاء الله
    اتمنى ان ارى ردك ..

    • شكرا اخت غدير على مداخلتك اللطيفة

      بعض القصص كانت واقعية مئة بالمئة والبعض الاخر كان فيه جزء من الواقعية مضافااليه جزء من خيال الكاتب.

      المدونةالحالية صدرت على شكل كتاب يحمل نفس الاسم ” مذكرات رجل سعودي عانس” موجود الان في مكتبة “جرير” والحمد لله تصدر قائمة المبيعات.

      ارجو ايضا ابداء ملاحظاتك القيمة على كتابي ” لعبة الكاريزما” الموجود حاليا في مكتبة العبيكان .

      اتمنى من كل القراء طرح ارائهم المفيدة التي تساعد الكاتب في رؤية أفضل وتقريب الشفافية بينه وبين القراء.

      شكرا مرة اخرى

    • شكرا على نقدك الجميل

  2. مدونتك فله وتدخل جو مسلسل
    استمر الى الامام الى الامام

  3. الكوشة مكلفة زيادة عن اللزوم ام هي انعكاس للخواطر و الأماني يحلم بها الانسان ان يحيا في بيئة شبيهة بالجنة!

  4. مبروك مبروك مبروك الزواج فعلا فرحت لك مع اني لم أعرفك و أعطيتني بريق أمل
    كلمة رأس بيني و بينك عندما قرأت ما كتبته عن الوالدة في المستشفى و عن مدى اخفائها لحبها لوالدك لم تتمالك عيني الدموع فحسنا ما كتبت و هو درس للاستمتاع بالحياة و اخبار الغير بمدى حبك له قبل تأخر الوقت.
    مــــــــــــــــبـــــــــــــــــــــــروك فرحتنا معاك

    • الاخ العزيز / عميد العزوبية
      يسرني جدا أن يكون هناك بريق امل وارجو ان يكون اسمك الجديد عميد الزوجية قريبا
      والشكر الجزيل على تشريفك للمدونة
      مع التحية

    • عميد العزوبية نورت المدونة
      ودائما هناك بريق امل في الحياة…لاتفقده ابدا

  5. ههههههههههه احلى شي الفستان الي فيه رسمة كيتي كااااااااااك ما اتخيل عروس لابستنه هاي شكله العروس الصغيرة ” صغيرة على الزواج ”
    شكرااا على هذه المدونة المفيدة بمعنى الكلمة ^*

  6. بارك الله فيك شيء . شيء جديد

  7. مدونة رائعة وجميلة وتحمل بين طياتها الكثير من الحكم والقصص الطريفة والمفيدة ولكن فرحك لو ماكان يشتمل على المحرمات والمنكرات لكان أفضل ~كل الشكر لك وسلمت يمينك ع مدونتك الأكثر من رائعة

    • اهلا وسهلا بك ووصف الفرح هو رمز للزواج ليس الا ومع ذلك سوف يتم تعديل الجزء الاخير ليناسب جميع الفئات
      مع التحية

  8. الله يجزيك عنا كل الخير, رائعه جدا وجميلة, لا أدري أهي حقا حقيقة تلك الأحداث أم انها نسج من خيالك الواسع اللطيف.

    على كل أتمنى لك ولي وللجميع زوجا مريحا مناسبا للطرفين يقوم عل رضا رب العالمين.

    تعرفت على مدنتك من خلال تعليق لك في احدى المدونات, وتابعتها ونشرتها بين أصدقائي الذين أحبوها.

    بالتوفيق ان شاء الله.
    والسلام مسك الختام

اترك رداً على walidkhalil2010 إلغاء الرد